ذلك المساء كنت جالسا في حجرة نومي مستلقيا على فراشي أحدق في لا شيء سارحا في أفكاري , لا أعلم بالضبط فيما كنت أفكر ........ غالبا في حالة الاكتئاب التي أصابتني و التي لا أدري لها سبب . أهي الدراسة الصعبة ؟ أم هي الخطية اللعينة ؟و ربما لا تكون لهذه أو لتلك و إنما هي لسبب أتفه . و لكنها كانت حالة اكتئاب , إني أعرفها , فلقد أصابت العديد قبلي . منهم من أفسدت عليهم حياتهم و منهم من استطاع عبورها ...... كنت أشعر إني وحدي في بحر متلاطم الأمواج , كنت أشعر بأني تائه في صحراء شاسعة ليس لها نهاية , كنت أشعر بأني أسقط في بئر عميق ليس لها قرار و فجأة تحولت أحاسيسي إلي حقيقة و تحولت أوهامي إلي واقع ملموس أشعر به و أعيش فيه.
لقد اختفت الحجرة بحوائطها و سقفها و أرضيتها و أثاثها بل و حتى السرير الذي كنت مستلقيا عليه و وجدت نفسي في صحراء قاحلة وحدي و أخذت أصرخ و أنادي و لكن بلا فائدة و لما أصبحت لا أقوى على السير من الإعياء و لا أستطيع الصراخ و النداء من التعب , تذكرته نعم تذكرته و تذكرت كلماته التي رنت في أذني " ها أنا معكم منذ الآن و إلي انقضاء الدهر " . و صرخت يا إلهي ! يا إلهي ! و يا للعجب لقد أقبل , لقد ظهر أمامي كما لو كان جاء من العدم و أسرع إلي و لمسني . نعم وضع يده على كتفي و لمسني و يالها من لمسة لقد ذهب الحزن , ذهب الخوف , اختفى القلق و الاضطراب و ملأني بروحه . قلت له : أين كنت ياربي ؟ أجابني : أنا موجود دائما فمن يأتي إلي يجدني ولكن أخبرني أنت , أين كنت موجودا ؟ أجبته مباشرة : في الدنيا . قال : بعيدا عني . أجبته : أبدا فأنا أتي إلي الكنيسة أسبوعيا لحضور الاجتماع , هذا بالإضافة إلي القداسات المستمرة و المواظبة على الاعتراف . قال بابتسامة حانية : مازلت بعيدا عني .
قلت : كيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!! !!!!
قال:لا تنسى أنني فاحص القلوب و الكلى و ربما كان حضورك للاجتماع بحكم العادة ,ليس أكثر , و القداسات تكون لئلا يغضب منك خادمك , أما المواظبة على الاعتراف فهي لغسل الذنوب و البدء في ذنوب جديدة خوفا من العقاب و ليس للتوبة و لمحاولة الاقتراب مني .
بدأ الارتباك يكسو وجهي و الخجل يظهر على ملامحي و أنا أقول متلعثما : ربما هو ذهني المشغول يارب و فكري المشوش و ......
قاطعني : انشغالاتك الدنيوية أليس كذلك ؟ ألم تدرى بعد أنها سبب حالة الاكتئاب التي تمر بها و التي لا تدري كيف تتخلص منها .
فقلت له : نعم , قل لي يارب كيف ؟
قال لي :اقبل إلي , تعال إلي . ألست أنا القائل (تعالوا إلي يا جميع المتعبين و ثقيلي الأحمال و أنا أريحكم) ألست أنا الراعي الصالح و أنا أضع نفسي عن الخراف , و بينما هو ينطق بهذه الكلمات أصبح يبتعد عني و لكن مازالت كلماته ترن في أذني (أنا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف) , (أنا هو الباب إن دخل بي أحد فيخلص و يدخل و يخرج و يجد مرعى) ، (أنا الراعي الصالح و أعرف خاصتي و خاصتي تعرفني) , (خرافي تسمع صوتي و أنا أعرفها فتتبعني و أنا أعطيها حيوة أبدية و لن تهلك إلي الأبد و لا يخطفها أحد من يدي)
و وجدت نفسي أتلو ، دون أن أدري ،المزمور " الرب راعي فلا يعوزني شيء في مراع خضر يربضني ، على مياه الراحة يوردني.......إن سلكت في وسط ظلال الموت ،لا أخاف شرا لأنك أنت معي ......" و لكن مهلا أين الصحراء و أين الرب . إنني أرقد في حجرتي و على فراشي , كل شيء كما كان من قبل ما عدا شيء واحد , لا أدري أين هو ؟؟؟؟
أين الاكتئاب ؟ لقد اختفى و حل محله روح الرب , حانت مني التفاته ناحية الساعة فوجدتها السادسة صباحا , ارتديت ملابسي و هرعت إلي الكنيسة وحضرت القداس و ياله من قداس , قمة في الروعة و الجمال , لقد رأيت السماء على المذبح في وسطها الرب جالس على كرسيه و القديسين حوله و العذراء عن يمينه , يا ليها من سعادة تلك التي شعرت بها و عدت إلي بيتي لا يشغل بالي سوى سؤال واحد " أين الاكتئاب "
لقد اختفت الحجرة بحوائطها و سقفها و أرضيتها و أثاثها بل و حتى السرير الذي كنت مستلقيا عليه و وجدت نفسي في صحراء قاحلة وحدي و أخذت أصرخ و أنادي و لكن بلا فائدة و لما أصبحت لا أقوى على السير من الإعياء و لا أستطيع الصراخ و النداء من التعب , تذكرته نعم تذكرته و تذكرت كلماته التي رنت في أذني " ها أنا معكم منذ الآن و إلي انقضاء الدهر " . و صرخت يا إلهي ! يا إلهي ! و يا للعجب لقد أقبل , لقد ظهر أمامي كما لو كان جاء من العدم و أسرع إلي و لمسني . نعم وضع يده على كتفي و لمسني و يالها من لمسة لقد ذهب الحزن , ذهب الخوف , اختفى القلق و الاضطراب و ملأني بروحه . قلت له : أين كنت ياربي ؟ أجابني : أنا موجود دائما فمن يأتي إلي يجدني ولكن أخبرني أنت , أين كنت موجودا ؟ أجبته مباشرة : في الدنيا . قال : بعيدا عني . أجبته : أبدا فأنا أتي إلي الكنيسة أسبوعيا لحضور الاجتماع , هذا بالإضافة إلي القداسات المستمرة و المواظبة على الاعتراف . قال بابتسامة حانية : مازلت بعيدا عني .
قلت : كيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!! !!!!
قال:لا تنسى أنني فاحص القلوب و الكلى و ربما كان حضورك للاجتماع بحكم العادة ,ليس أكثر , و القداسات تكون لئلا يغضب منك خادمك , أما المواظبة على الاعتراف فهي لغسل الذنوب و البدء في ذنوب جديدة خوفا من العقاب و ليس للتوبة و لمحاولة الاقتراب مني .
بدأ الارتباك يكسو وجهي و الخجل يظهر على ملامحي و أنا أقول متلعثما : ربما هو ذهني المشغول يارب و فكري المشوش و ......
قاطعني : انشغالاتك الدنيوية أليس كذلك ؟ ألم تدرى بعد أنها سبب حالة الاكتئاب التي تمر بها و التي لا تدري كيف تتخلص منها .
فقلت له : نعم , قل لي يارب كيف ؟
قال لي :اقبل إلي , تعال إلي . ألست أنا القائل (تعالوا إلي يا جميع المتعبين و ثقيلي الأحمال و أنا أريحكم) ألست أنا الراعي الصالح و أنا أضع نفسي عن الخراف , و بينما هو ينطق بهذه الكلمات أصبح يبتعد عني و لكن مازالت كلماته ترن في أذني (أنا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف) , (أنا هو الباب إن دخل بي أحد فيخلص و يدخل و يخرج و يجد مرعى) ، (أنا الراعي الصالح و أعرف خاصتي و خاصتي تعرفني) , (خرافي تسمع صوتي و أنا أعرفها فتتبعني و أنا أعطيها حيوة أبدية و لن تهلك إلي الأبد و لا يخطفها أحد من يدي)
و وجدت نفسي أتلو ، دون أن أدري ،المزمور " الرب راعي فلا يعوزني شيء في مراع خضر يربضني ، على مياه الراحة يوردني.......إن سلكت في وسط ظلال الموت ،لا أخاف شرا لأنك أنت معي ......" و لكن مهلا أين الصحراء و أين الرب . إنني أرقد في حجرتي و على فراشي , كل شيء كما كان من قبل ما عدا شيء واحد , لا أدري أين هو ؟؟؟؟
أين الاكتئاب ؟ لقد اختفى و حل محله روح الرب , حانت مني التفاته ناحية الساعة فوجدتها السادسة صباحا , ارتديت ملابسي و هرعت إلي الكنيسة وحضرت القداس و ياله من قداس , قمة في الروعة و الجمال , لقد رأيت السماء على المذبح في وسطها الرب جالس على كرسيه و القديسين حوله و العذراء عن يمينه , يا ليها من سعادة تلك التي شعرت بها و عدت إلي بيتي لا يشغل بالي سوى سؤال واحد " أين الاكتئاب "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق