بحث مخصص

2007-09-25

قصة ميت


آه ، لقد أشرقت الشمس ، ما أحلى الصباح ، ها أنا سوف أبدأ يوم جديد ، لكن مهلا ، أين أنا ؟
نعم أنا في غرفتي ولكن مهلا من هذا النائم في سريري ؟ سوف أذهب لأوقظه وأسأله ... يا هذا ، يا هذا !!! استيقظ . كم يشبهني هذا الشخص النائم ، كلا إنه لا يشبهني فقط ، إنه أنا ولكن كيف ؟ كيف أكون في مكانين ؟
لحظة لأنظر في المرأة لأرى كيف أبدو ؟ عجبا فأنا لا أرى نفسي في المرأة ، يا إلهي لقد مت وفارقت روحي جسدي ، وجسدي هو الموجود على السرير. هاهي أمي أتت لتوقظني " ماجد قوم " ، " ها أنا يا ماما ، ألا تريني " . يا حزنك يا أمي ، سوف تكون مصيبة شديدة عليك . "
يا بني ، قوم ، متتعبنيش معاك ، معاد الكلية ، كده ها تتأخر " ثم ابتدأت في ضربي لكي أستيقظ ولكن لا حياة لمن تنادى . " يا أبو ماجد ، الحقني يا خويا ، الواد ما بيحطش منطق ، يا بني رد على ، الله لا يسيئك ، يارب هو إيه اللى حصل ، يا أبو ماجد ، روح جيب الدكتور بسرعة ، الواد بيضيع " . " يا أمي لقد سبق السيف العزل ، أنا ضعت خلاص "
جاء الطبيب وأعلم أبي وأمي بالحقيقة المفجعة ويا لها من صدمة مفجعة أن يموت ابنهما الوحيد في ريعان شبابه ، ولكنني أشعر إني حر الآن ، ها أنا أطير في الجو ، يا له من إحساس لذيذ و ..... يا للكارثة ، إنني لم أعترف منذ حوالي أربعة أشهر ، ولم أتناول من جسد الرب ودمه .
وحسرتاه هل ضاع العمر سدى . ولكنني كنت ولد طيب على حد قول الجميع ولا شك إن الله سوف يذكر لي بعض المحاسن ، ولكنني كثيرا ما أخطأت .... لا ، لا ، أريد الرجوع لجسدي ولو لساعة واحدة لأتوب وأعترف وأتناول .... ها أنا بغرفتي ولكن لا يوجد أحد على سريري ولكن أين جسدي
" ماما ، أين جسدي ، أين ذهبت بالجسد ، أريد الرجوعلجسدي ولو لساعة ، أريد العودة للحياة ، إنها لا تسمعني ولا تراني ، لا بد أنهم قد دفنوا جسدي ، إذا فقد ضاعت الفرصة الأخيرة ولا أمل لي إلا في رحمة الله وشفاعة القديسين .
ما هذا الذي أراه ، إنها سحابة كبيرة يجلس عليها أشخاص كثيرون ، من هولاء ؟ إن السحابة تقف بجانب بيت صديقي ميشيل ، يا إلهي لقد مات جد ميشيل وهوذا يصعد على السحابة.
ثم اقتربت السحابة مني ،ورأيت ملاك يناديني قائلا :ماجد يوسف صليب تكلا . وركبت السحابة مع الذين ماتوامثلي في تلك الساعة وها نحن نخترق عباب السماء ونصعد إلى ما بعد الأكوان حتى بلغنا هدفنا ، فسألت الملاك ، أين نحن ؟ قال لي إننا في مكان الانتظار حتى نعرف هل سندخل ملكوت السموات أم الجحيم ؟ ولم يطل انتظاري أو طال فأنا لم أشعر بالوقت وسمعت اسمي فدخلت إلى مكان مثل قاعة محاكمة وكان ملاك يجلس في ناحية ورئيس الشياطين يجلس في ناحية أخرى ، وكل منهم معه كتاب ولكني لاحظت إنك كتاب الشيطان مكتظ بالصفحات وأما الملاك فمعه بعض الوريقات الصغيرة .
بدأ الملاك يسرد الأعمال الحسنة التي فعلتها حتى فرغ ، ثم بدأ الشيطان يعدد الخطايا قائلا : إنني كذبت ألف مرة، ولكن الملاك اعترض قائلا : إنه تاب واعترف عنهم .
فقال الشيطان : لقد زنى كثيرا ، فقلت له معترضا : هذا مستحيل ، ولكن الملاك فتح الكتاب المقدس على الموضع الموجود فيه : كل من نظر لامرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه . واستمرت المحاكمة وأحسست إنها النهاية .
ثم سمعت صوت ربي وإلهي وهو يقول لي : بعد أن سمعت المحاكمة ، ماذا تتوقع ؟ وأين تريد أن تذهب ؟ ثم رأيت
بابين ، باب رأيت بداخله ما لا تراه عين وما لم تسمع به أذن وما لم يخطر على قلب بشر . وباب آخر سمعت صوت البكاء وصرير الأسنان. فقلت لربي : أريد ملكوت السموات .
فقال لي : إن الذين معي هم مارمينا ومارجرجس والبابا كيرلس والقديس أبأنوب و..... هل أنت مثلهم ؟ فأجابت إنهم قديسين وأنا شخص عادي . فقال لي : وماذا عن هذا الشخص , فلما رأيته ، عرفته ، إنه عم شنودة بواب الكنيسة. قال لي ربي :إنك لم تفعل في حياتك عشر ما فعله هذا الرجل البسيط ، فبأي حق تريد دخول الفردوس ؟ اذهب عني ، إنني لا أعرفك . فصرخت قائلا : كلا يارب ، لا تتركني ، إنني ابنك ، ارحمني يارب . ووجدت نفسي أسقط في هوة عميقة وأرى النيران تلفح جسمي و..... وكوب ماء مثلج يبرد هذه النيران ......وإذ بي أستيقظ لأرى أمي الحبيبة ترش وجهي بالماء بعد أن فشلت محاولات لإيقاظي ......
تبت واعترفت وتناولت من الأسرار المقدسة . وتغيرت حياتي تماما ، وأشكر إلهي لأنه أعطاني هذه الفرصة .

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers