سافر فلاح من قريته الى مركز المدينه ليبيع الزبد الذى تصنعه زوجته وكانت كل قطعه على شكل كرة كبيرة تزن كل منها كيلو غرام واحدا
باع الفلاح الزبد لبقال اعتاد ان يتعامل معه ، فاشترى منه ما يحتاجه من سكر وزيت وشاى ثم عاد الى قريته .
اما البقال فبدا يرص الزبد فى الثلاجه عندما خطر بباله ان يزن قطعه منه واذ به يكتشف انها تزن 900 غرام بالكمال والتمام لا أكثر ...... وزن الثانية، ووجدها مثلها وكذا كل الزبد الذى احضره الفلاح
فى الاسبوع التالى، حضر الفلاح كالمعتاد ليبيع الزبد فاستقبله البقال بصوت عال :"انا لن اتعامل معك مرة اخرى ، فانت رجل غشاش ، لان كل قطعة من الزبد الذى بعته لى تزن 900 غراما وليس كيلو غراما كما يجب أن تكون ، وهو ما تحاسبني عليه . هز الفلاح راسه بأسى وقال " لا تسئ الظن بى ، فنحن أناس فقراء ولا نمتلك وزنة كيلو غرام ، فانا عندما اخذ منك كيلو غرام من السكر اضعه على كفة ميزان وازن الزبد فى الكفة الاخرى
" أنظر عزيزي القارئ هذا البقال لقد دان هذا الفلاح المسكين رغم علمه اليقين بأنه هو وليس غيره من يجب أن يدان . دعونا نحاسب أنفسنا بل نشن حربا على أنفسنا كلما وجهنا لوم أو أدانه لأي كان ولأي سبب كان . وعندما تبدأ معركة المرء مع ذاته عندها يصبح المرء شيئا مذكورا .
لا تدينوا لكي لا تدانوا ، لأنه بالدينونة التي تدينون تدانون، وبالكيل الذي تكيلون يكال لكم ويزاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق