بحث مخصص

2007-09-16

قصة الوزير والخنزير


كان الملك يتنزه مع وزيره فجاءا إلى بركة تتمرغ فيها الخنازير، فقال الوزير للملك هل يمكن أن تجعل هذا الخنزير لا يتمرغ في الطين؟

فقال الملك هذا الأمر في منتهى البساطة فالخنزير إذا تعود على النظافة لن يطيق طين البركة.

أمر الملك أن يحضروا الخنزير إلى القصر وأمر له بأفخر الطعام وأن يلبس ثيابا ملوكية. ودام الأمر لمدة عام.

فأخذ الملك الوزير والخنزير وذهبوا إلى البركة ليريه كيف أن البيئة النظيفة قد أثرت في الخنزير وبالتالي لن يقبل النزول إلى البركة.

وما أن اقتربوا من البركة حتى نط الخنزير في الطين متهللا وكأنه وجد حياته من جديد!!

فاغتاظ الملك وأمر الوزير أن يجعل هو هذا الخنزير لا يقبل النزول إلى طين البركة.

وفعلا أخذ الوزير الخنزير وبعد شهر واحد طلب من الملك أن يذهب معه وأخذا الخنزير معهما وذهبا إلى بركة الطين، وتعجب الملك بشدة عندما لم يجد الخنزير يندفع إلى الطين فظن أن الوزير قد ربطه وكتفه حتى لا يستطيع النزول، فحاول عبثا أن يجعل الخنزير يقفز إلى طين البركة، ولكن الخنزير كان يتراجع بقوة بعيدا عن الطين.

سأل الملك الوزير عما فعله مع الخنزير، فشرح له كيف أنه استدعى طبيبا مشهورا وأجرى للخنزير عملية تغيير قلبه بقلب حمل وديع، والحمل لا يطيق الطين.

وشرح الوزير للملك كيف أن المسيح يخلق فينا قلبا نقيا فلا نطيق البقاء في طين الخطية.

فالجهاد في المسيحية ليس مجرد أعمال بشرية دون نعمة الله.

فهو وإن كان عملا بشريا في ظاهره إلا أنه لا يعتمد على الإنسان في جوهره. وإنما يعتمد على من قال "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً"(يو5:15).

والجهاد المسيحي ليس بدءاً للحياة الروحية بل هو محافظة على الحياة الجديدة التي أخذها المؤمن من الله ... وعملية الحفظ هذه لا تعتمد بجملتها على الإنسان وإنما على قوة الله الحافظة إذ قال بطرس الرسول " أنتم الذين بقوة الله محروسون" (1بط5:1)

وكتب عنه المرنم "هو حافظ نفوس أتقيائه"(مز10:97).

وقال بولس الرسول "أمين هو الرب الذي سيثبتكم ويحفظكم من الشرير"(2تس3:3).

ولكن هل معنى هذا أن دور المؤمنين في الجهاد سلبي؟ كلا، بل إنه يشترك مع الله في هذا العمل، فقد كتب يوحنا الرسول قائلا "المولود من الله يحفظ نفسه"(1يو18:5).

وقال بولس الرسول "كل من يجاهد يضبط نفسه في كل شئ"(1كو25:9).

فمفهوم الجهاد الحقيقي في المسيحية هو :-جهاد الروح بالنعمة فيك ومعك ولأجلك إذ قال بولس الرسول "بالروح تميتون اعمال الجسد"(رو13:8).

وقوله أيضا "لأن الله هو العامل فيكم"(فى13:2). وقد كتب الدكتور موريس تاوضروس المدرس بالاكليريكية في مجلة الكرازة حول هذه النقطة فقال: "إن المسيحي في جهاده يعتقد بأنه لا يمكن أن يبلغ كماله الروحي والأخلاقي إلا بمعونة السماء وبعمل النعمة الإلهية فيه.

هذه النعمة الإلهية كفيلة بأن تأخذ بيد الإنسان وتقوده في طريق تحقيق الكمال الروحي.

وكذلك فإن المسيحي في جهاده لا يتعرض للمشاعر الكئيبة الحزينة بل يتمتع بالتهليل الروحي والفرح القلبي.

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers