بحث مخصص

2007-09-29

موش ممكن يهلك ابن الدموع


مارك سبنسرأسم له رنينه الخاص ما أن يلفظه أحد حتى تتأهب الآذان وتحتبس الأنفاس لكي تسمع أسطورة جديدة عن هذا الملياردير الأمريكي فلم يكن مارك ثريا عاديا لكنه كان أكثر من عادى فهو يتصدر قائمة رجال الأعمال في المجتمع الأمريكي ويمتلك أسطولا من الشركات والمؤسسات الاقتصادية الضخمة ولم يكن مارك مجرد ثرى هبطت عليه الأموال من حيث لا يدرى لكنه كان طرازا خاصا من رجال الأعمال وعقلية تجارية فذة فشق طريقه سريعا في عالم التجارة ولكن على الرغم من هذه الرفاهية المترفة التي ملأت حياة هذا الثرى إلا أن المسيح كان بعيدا عن قلبه وفكره فكان إنسانا فارغا وكانت زوجته التقية تتضرع إلى الله نهارا وليلا كي تلمس النعمة قلبه فتهديه إلى معرفة المسيح قبل أن تخنقه أشواك العالم فيموت هالكا بملايينه كانت تصلى بلا انقطاع وبلا يأس لم تأت استجابة السماء لكنها ظلت تصلى وظل رجاؤها بالمسيح ثابتا وفي إحدى الليالي بينما كان مارك يقود سيارته الفارهة عائدا من إحدى سهرات العمل إلى قصره في نيويورك لمح على مدى الأضواء الكاشفة لسيارته شخصا يشير بيديه بعلامة الاوتوستب ليتوقف كان مجندا يرتدى حلته العسكرية توقف مارك وضغط زر الزجاج الكهربي وتطلع إلى المجند الذي اطل برأسه من النافذة :- إلى أين يا فتى ؟- مانهاتن يا سيدي - إنها على طريقي هيا أركب - تردد المجند للحظة ثم فتح الباب أخيرا وأستقل السيارة وانطلقت بهما كان المجند الشاب مندهشا من هذا الثرى الذي وافق أن ينقله بسيارته في ساعة متأخرة من الليل لكن دهشته زالت حين بدأ هذا الحديث بينهما:- أنا أشكرك حقا من أجل هذا الكرم البالغ- أنى أحب بلادي واحترم جيشها وهذا تعبير بسيط عن هذا التقدير فى الواقع لو لم تكن مرتديا ذلك الزى لما توقفت بسيارتي أبدا !!!!!! - أنا أسمى مايكل هل لي أن أعرف أسمك ؟- فقط نادني مارك تواصل الحديث بينهما وفي أثنائه كان مايكل يتطلع إلى مظاهر الثراء الفاحش التي بدت على مارك لقد كان حقا مترفا كل شئ يوحى بذلك سيارته وملابسه وأسلوب حديثه حتى السيجار الباهظ الثمن الذي كان يدخنه ربما كان هذا الثرى حقا يملك كل شئ لكنه كان حزينا بائسا في أعماقه وشعر مايكل بفقر مارك الداخلي لأنه أختبر غنى الروح الحقيقى اشتعلت أعماقه بالغيرة لخلاص تلك النفس التي وضعتها الظروف أمامه فطفق يتكلم عن يسوع وعن الصليب بلا خوف وبلا خجل وفي داخله يردد آية :"أخبر باسمك اخوتى وفي وسط الكنيسة أسبحك"(عب 2 : 12) ولأول مرة صار مارك يصغى باهتمام بل بشغف وعيناه تتأرجح بين الطريق المظلم وذلك الوجه الساطع المفعم بطاقة عجيبة لم ير مثلها أبدا وراحت أعماقه تهتز وحياته تمر أمام عينيه تافهة بلا معنى واندفعت العبرات تسيل على وجنتيه أنها المرة الأولى التي يشعر فيها بضآلته أمام شخص ما ويحس بتبكيت يوخز ضميره المائت وفجأة توقف بسيارته وخرج منها فقد لمح كنيسة صغيرة على جانب الطريق دخلها وتبعه الشاب وتقدم إلى يسوع المصلوب في سجود طويل وقدم أثمن طيب في حياته دموع توبته تغسل أقدام المسيح!!!!!!انتهى من سجوده وعاد كلاهما إلى السيارة التي انطلقت بهما لكنها الآن صارت تحمل قلبين تغمرهم سعادة لا توصف ويضمهم حب المسيح توقفت السيارة على مشارف مانهاتن وقبل أن يغادرها مايكل أعطاه مارك بطاقة تحمل أسمه وعنوان شركته وأنطلق إلى نيويورك انقضت ثلاثة أعوام أنهى فيها مايكل خدمته العسكرية ووجد نفسه في نيويورك خطر بباله أن يسأل عن صديقه بحث في أوراقه الخاصة فعثر على البطاقة التي تحمل عنوان شركته فتوجه لإحدى ناطحات السحاب وتقدم لإحدى السكرتيرات:- هل أستطيع أن أقابل السيد سبنسر ؟- أفندم ؟!!!!!- أنا أعلم أنه لا يوجد موعد سابق لكنه أعطاني هذه (مشيرا إلى البطاقة) في لقائى معه قامت السكرتيرة مندهشة وأسرعت إلى ردهة جانبية وما هي إلا لحظات حتى خرجت منها سيدة في العقد الرابع أو الخامس من عمرها تطل من عينيها نظرة حائرة وقالت:- أنا مدام سبنسر من أنت ؟!!- قص عليها مايكل ليلة لقائه مع زوجها وكيف صارت توبته في تلك الكنيسة وهو الآن ليطمئن على أحواله- انخرطت السيدة في البكاء وخرجت عباراتها المتهدجة تنم عن انفعال غريب وفرحة غامرة :"لقد لقي مارك حتفه في حادث سيارة في ذات الليلة التي كنت أنت معه فيها وأنا أصلى طوال الأعوام الثلاثة الماضية كي يكشف لي المسيح عن مصير مارك وها أنت تخبرني عن توبته ما أعظمك أيها الآب السماوي لقد أدركته محبتك في آخر أيامه بل فى لحظاته الأخيرة "

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers