بحث مخصص

2007-09-25

امرأة تحت الحجارة


إذ قام موسى برحلة عمل تمتد إلى شهور سأل أخاه شاول أن يهتم بزوجته، وسافر.

وجد شاول فرصته ليكشف عما في قلبه من جهة امرأة أخيه، فكان يلاطفها، وإذ تعدى حدود الأخوة صارت في حزم تطلب منه أن يذكر أنها أخته. وأنها لن تستطيع أن تخون زوجها، وتخطئ في حق اللَّه، فتُلقى في نار جهنم.

أما هو فلم يبالِ بكلماتها، ولم يخشَ غضب اللَّه، بل كانت شهواته ملتهبة من نحوها. لقد وعدها بالكثير، لكنها لم تلن قط، وأخيرًا صار يتوعدها، فلم تبالِ بتهديداته.

في ذات يوم طلب من العبد الذي يخدمها أن يشترى له شيئا من السوق، وفى أثناء غيابه هجم شاول على زوجة أخيه في حجرة نومها، وحاول الاعتداء عليها، لكنها صارت تصرخ، وإذ لم يجد حلاً ترك المنزل وأخذ شاهديْ زور شهدا أمام مجمع السنهدريم انهما شاهدا زوجة موسى ترتكب الشر مع عبدها، وأقسما بذلك، فحُكم عليها بالرجم.

حكم المجمع على السيدة البريئة بالرجم، فوُضع حبل حول رقبتها وصاروا يسخرون بها في الطريق خارج أورشليم.

هناك أُلقيت في حفرة وكانوا يقذفونها بالحجارة حتى صار حولها شبه تل صغير.

وفى اليوم التالي عبر رجل وابنه بها، كانا قادمين إلى أورشليم لكي يتعلم الابن التوراة . وإذ حل بهما الظلام جلسا بجوار التل وقررا أن يناما الليلة هناك. وضع رأسيهما على حجرين من التل وإذا بهما يسمعان أنات سيدة وبكاءها، وهي تقول: "ويحي، فقد رُجمت ظلمًا، كيف غلب الشر الخير؟ هل يترك اللَّه يد الخطاة تستقر على نصيب الصديقين؟‍" إذ سمع الرجل وابنه هذا الصوت صارا يرفعان الحجارة حتى نظرا المسكينة ملقاة بين الحياة والموت.

- من أنتِ يا ابنتي؟ - أنا زوجة رجل أورشليمي؟ - ماذا تفعلين هنا؟ - لقد رُجمت ظلمًا.- لقد رُجمت ظلمًا. اهتم بها الرجل وابنه، فشكرتهما، ثم سألت الرجل: "أين أنت ذاهب؟" - لقد أحضرت ابني ليتعلم التوراة. - إن حملتني إلى حيث تقيم فإني أخدمك وأعلم ابنك التوراة كله هناك. اعلمه شريعة موسى والأنبياء وبقية الأسفار. - هل أنتِ متخصصة في هذا كله؟ - نعم، فإن التوراة هي موضوع لهجي ليلاً ونهارًا. لم يكمل الرجل رحلته إلى أورشليم، بل عاد مع ابنه ومعهما السيدة البريئة لتعلم الابن التوراة في بيته.

في ذات يوم اشتهى العبد الذي كان يخدم هذا البيت هذه السيدة، وحاول أن يتملقها فلم يستطيع. صار يهددها فلم تخف، وأخيرًا أمسك بسكين وقتل الابن وهرب. جاء الرجل ووجد السيدة في حالة انهيار، وإذ فقد ابنه قال لها: "لست ألومك في شيء، لكن وجودك يذكرني بابني المقتول، أرجوكِ اتركي البيت فورا".

انطلقت السيدة وهى مرة النفس على الابن المقتول، والشر الذي يحاصرها ليحطم حياتها. وإذ كانت تقية صارت تصرخ إلى اللَّه أن يرشدها إلى الطريق الذي تسلك فيه. بلغت شاطئ البحر فوجدت سفينة مُحملة بالقراصنة الذين سلبوها.

خطفها القراصنة وحملوها إلى السفينة، وانطلقوا نحو البحر، وإذ بريحٍ عاصف شديد يهب حتى صارت حياتهم في خطر. صاروا يصرخون كل واحد نحو إلهه. قال أحدهم لنلقِ قرعة لنعرف لأي سبب حل بنا هذا، وإذ ألقوا القرعة وقعت على السيدة البريئة. سألوها عن أمرها فقالت: "أنا أعبد إله السماء والأرض.

أحبه، واتقيه وأخافه... عشت طاهرة، وقد حاول أخ زوجي أن يعتدي عليّ، وإذ رفضت أتهمني ظلمًا ورُجمت. لكن إلهي خلصني من وسط الحجارة، فأرسل لي من ينقذني. وحملني إلى بيته أعلم ابنه التوراة، لكن عبده حاول الاعتداء عليّ، وإذ رفضت بإصرار قتل الابن الذي اعلمه فطردني والده. وها أنا بين يدي إلهي، هو وحده يعلم طهارة حياتي".

تأثر القراصنة جدًا وحملوا السيدة إلى الشاطئ حيث تركوها هناك. فرحت السيدة من أجل عمل اللَّه معها. سارت في الطريق لا تعرف ماذا تفعل لكنها وجدت كوخًا صغيرًا استأجرته، وصارت تعمل بيديها لكي تنفق على نفسها.

شعر الكثيرون بتقواها فأحبوها جدًا، وكان الكل يشعرون ببركة عمل اللَّه معها. وهبها اللَّه عطية الشفاء، فكانت تصلي من أجل المرضى فيشفيهم اللَّه. في ذات يوم قرع أربعة رجال على بابها، فقد جاء إليها رجل معه ثلاثة رجال مصابين بالبرص، وكانت نفسياتهم مرة. توسل إليها الجميع أن تصلي عنهم، أما هي فقالت لهم: "إني مشتاقة إلى شفائكم، وسأصلي لأجلكم.

لكن لا يمكن أن تشفوا ما لم تعترفوا للَّه بخطاياكم الآن". بدأ كل منهم يعترف بخطاياه، لكنها تطلعت إليهم وقالت: "توجد خطية ارتكبتموها وأنتم تخفونها!" اضطر اثنان منهم أن يعترفا قائلين: "لقد شهدنا زورًا أمام مجمع السنهدريم على سيدة أنها ارتكبت شرًا مع عبدها، وبسببنا رُجمت . دمها يطلب منا".

بكى الثالث وهو يقول أخطأت إذ حاولت الاعتداء على زوجة أخي، وذا قاومتني بشدة خططت لرجمها وقد حرضت هذين الرجلين للشهادة زورًا ضدها وللأسف نجحت في خطتي.

رُجمت وهى بريئة…" كان الرابع يتطلع إليهم في مرارة، إذ هو الرجل الذي فقد زوجته البريئة، أما السيدة فقالت: "أنا هو السيدة التي تتحدثون عنها!" لم يحتمل زوجها ما حدث بل ارتمى على صدرها يعانقها، وبكي الثلاثة في مرارة، أما هي فقالت لهم: "اللَّه يغفر لنا خطايانا!"
ليقف العالم كله ضدي، لكن يكفيني اهتمامك بي! أنت هو وحدك الديان، أنت هو شفيعي! أنت إله المطرودين والمظلومين، أنت هو رجاء من ليس له رجاء!

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers