بحث مخصص

2008-02-02

أخواتى الخدام


( ماذا يفعل هؤلاء في الكنيسة ) قلتها لأمين الخدمة غاضبا وثائرا ، أما هو فنظر إلي بنظرة عتاب ولكنها مملوءة محبة وقال لي : كيف تقول هكذا على الخدام الذين يخدمون معك ويتعبون كما تتعب أنت أيضا في خدمتك.
قلت له : شتان الفرق بيني وبينهم ، إنني عندما أتكلم أو أعظ ، أكون مستعدا تماما للكلمة وأصلي كثيرا قبلها وأقرأ أكثر من كتاب في الموضوع الذي سأتناوله ، وأدرك تماما ما الذي أقوله ، وليس كهؤلاء الخدام الذين يقومون بخدمة الكلمة والوعظ من معلوماتهم الشخصية ، ويا ليت عندهم أصلا معلومات وعندما يقف أحدهم للصلاة يرتبك ولا يدرك كيف يصلي و يخطئ في عدد مرات كيرياليسون.
إنني أتعب في الخدمة ، أبذل كل جهدي لإصلاح الخدمة ، وهؤلاء الخدام يضيعون تعبي هباء ، إنني أبحث عن المخدومين في الافتقاد وأكلمهم أسبوعيا بالتليفون للتأكيد على موعد الخدمة وأتعب نفسي في تحضير الدروس ولا أنسى خدمة كل ولد خدمة فردية ، كل هذا أفعله دون أي مساعدة من أي خادم آخر ، إني أحمل كل تعب الخدمة على كاهلي دون أن يساعدني أحد ، ومع ذلك لست أعترض ، ولكني أعترض على إفسادهم لعملي وعلى عدم تركيزهم في الخدمة ، أخشى أن أقول لك : إنك لو سألت أحد الخدام عن الموضوع الذي تحدث عنة آخر مرة ، فلن يذكره.
قال لي أمين الخدمة: لن أرد على كل هذه الاتهامات الموجهة ضد أخوتك الخدام ، ولكني أقول لك : إن الله الذي سمح لأخوتك الخدام بخدمته ، هو القادر أن ينبههم ويساعدهم ويقويهم ويعينهم على خدمته ، وهو الوحيد الذي يقرر استمرارهم في الخدمة من عدمه.
وانتهى النقاش عند هذا الحد ولكني لم أكن مقتنعا بوجهة نظره ، فتشتت الخادم في خدمته وعدم تركيزه مع أولاده من أكثر الأشياء التي تهدم الخدمة ، رجعت بيتي وتعشيت وذهبت لكي أنام ولكن تنبهت إنني لم أصل صلاة النوم ولكنني مرهق ولا أقدر على التركيز في الصلاة ، فقررت أن أصلي تحليل النوم وأذهب لأنام فورا فوقفت وأمسكت الصليب بيدي ورشمت الصليب قائلا :
( باسم الآب والابن والروح القدس ، الله الواحد آمين ، يارب بارك على هذا الطعام كما باركت على الخمس خبزات والسمكتين و.... ) واختنقت العبارة في حلقي ، ماذا أقول ، المفروض إني أصلي صلاة النوم وإذا بي أردد الصلاة التي أقولها قبل الأكل ، ماذا أصابني ؟ وأنا الذي كنت أتهم الخدام بعدم التركيز وقصور المعلومات وعدم تقديرهم لمسئولية الخدمة وأنا لا أستطيع أن أجمع أفكاري وأصلي وأخذت أدين هذا وذاك وأتكلم عن فلان وعلان.
يا إلهي اغفر لي ، سامحني على إدانتي لأخوتي الخدام الذين يخدمون في كنيستك ، لقد أعطتني اليوم درسا شديدا يا إلهي ولكنه أيقظني من سباتي ، لقد نبهتني أن لكل إنسان أخطاء وهفوات سواء كان خادما أم مخدوما وأنت برحمتك وعطفك تساعده على التغلب عليها وتقويه وتلفت نظره للجانب الجيد الذي فيه وتتأنى عليه ، ولكني كنت أنظر للجانب السيئ وأدين خدامك ، فعلا لقد كان أمين خدمتي على حق ، أنت تسامح وتتمهل وتعطي فرصة وأنا أدين وأغضب وأتحجج بحرصي على الخدمة وبدلا من تشجيع الخدام ومساعدتهم تركت الخدمة وأخذت أدين. يا لبشاعة هذه الخطية يا إلهي ، لقد صدق بولس عندما قال: لذلك أنت بلا عذر أيها الإنسان كل من يدين ، فعلا يا إلهي إنك قد تلتمس لي الأعذار في أي خطية ولكنك لن تجد لي عذرا في إدانتي لأخوتي ، فالإدانة معناها إني أخذت مكانك يا سيدي ، لقد جلست على كرسيك وأخذت أدين الناس وكأنني نسيت قولك : من كان منكم بلا خطية ، فليرمها أولا بحجر.
ساعدني يا إلهي على الانتصار على هذه الخطية التي دخلت إلي وأخذت تسير في داخلي ، ساعدني أن أنتصر على الإدانة ، إدانة القول وإدانة الفكر ، فقد لا أتكلم على أحد ولكن بداخلي أدينه وأجد نفسي أفضل منه.
ولكني سألتفت لأخطائي وآثامي وسأنسى الإدانة وأتذكر خطاياي وأحاول أن أقوم وأنتصر عليها.
فانت اذا الذي تعٌلم غيرك الست تعٌلم نفسك ( رو 2 : 21 )

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers