بحث مخصص

2008-02-18

حديث الإلحاد


قام مسيحي بالتحدث مع شخص ملحد غير مقتنع بوجود الله ودار بينهم الحديث التالي
المسيحي: لابد أن تؤمن بوجود الله
الملحد: لماذا تؤمن أنت بوجود الله؟
المسيحي: ألا تري الكون الفسيح؟ من خلق هذه؟
الملحد: الصدفة البحتة، حدثت شرارة ما وبدأ بعدها سلسلة من التفاعلات الكيميائة التي أدت لإستحداث الخلية الحية
المسيحي: صدفة، ماجاء عن طريق الصدفة يختفي أيضاً عن طريق الصدفة
الملحد: هذا هو العلم الحديث يا أستاذ مسيحي. ألست مثقفاً؟
المسيحي: هذا هو الجهل بيعنه.
الملحد: دعنى أكمل لك وبعد ذلك، تطورت الخلية الحية إلي نباتات وحيوانات وبني آدمين
المسيحي: من تلقاء نفسها، هكذا....
الملحد: نعم إنها سنة الحياة.
المسيحي: لا لا يمكن، إن هناك قوي عظمي قادرة علي كل شيء وراء كل الخلق والتطور ووراء النجوم والكواكب وقد خلقتها ورتبت الخليقة جميعها. إنها قوة قادرة علي كل شيء ومن ترتيب الخليقة نفهم أنها عاقلة وحكيمة. إن الخالق الوحيد هو الله القادر علي كل شيء
الملحد: لايوجد أصلاً كائن ما قادر علي كل شيء
المسيحي: لا بل الله قادر علي كل شيء، قال له أيوب "قد علمت أنك تستطيع كل شيء ولايعسر عليك أمر"
الملحد: إذا أنت تؤمن أن الله قادر علي كل شيء، "كلي القدرة" مثلما تقولون؟
المسيحي: طبعاً هذه شهادة الخليقة وشهادة الكتاب المقدس وأيضاً شهادة ضمائرنا في داخلنا عن الله.
الملحد: إذن قل لي، هل يستطيع الله أن يخلق صخرة كبيرة جداً وثقيلة جداً لدرجة انه هو نفسه لايستطيع حملها؟
المسيحي (دون أن يفكر): طبعاً فهو يقدر علي كل شيء.
الملحد: إذا فهو سيخلق صخرة ثقيلة جداً هو نفسه لايستطيع أن يحملها.
المسيحي (وهو قلق بعض الشيء): نعم
الملحد: إذاً هناك صخرة ما يستطيع هو أن يخلقها ولكنه لايستطيع أن يحملها، إذاً هو لايستطيع حملها وبالتالي فهو غير قادر علي كل شيء
المسيحي (وهو متردد ولايعلم ماذا يقول): لا ليس هناك صخرة لايستطيع الله أن يحملها
الملحد: ولكنك قد قلت للتو أنه يقدر أن يخلقها
المسيحي: لا لا يقدر أن يخلق صخرة هو نفسه لايستطيع حملها، لأنه لايمكن أن توجد صخرة مثل هذه
الملحد: إذاً هو لايستطيع كل شيء، لأنه لايقدر أن يخلق صخرة هو نفسه لايستطيع حملها
وهنا، أحنى المسيحي رأسه مصليا في صمت وأخذ يفكر، كيف يخرج من هذا المأزق وكيف يحل هذه المشكلة. هو يعلم أن الله كلي القدرة ومؤمنا بذلك إيمانا تاماً ولكن كيف يعالج الأمر وكيف يتكلم مع هذا الملحد......
المسيحي: الله غير متناقض مع نفسه، فهو الله القدير، فكيف تطلب منه طلب أن يكون غير قادر علي كل شيء. أنت بهذا تطلب منه أن يتوقف عن أن يكون الله. وهو ليس لديه تغيير ولاظل دوران. بل هو هو أمس واليوم وإلي الأبد.
الملحد: ها قد أقريت أنه لايستطيع أن يتوقف عن أن يكون الله.
المسيحي: أنت تريد أنت تنزع منه أحد صفات الله ولاتجعله الله. فتريده أن يتوقف عن أن يكون قادراً علي كل شيء. أنت تريد أن تجعل الله متغير. لأنك إنسان، والإنسان دائم التغير، تظن أن الله مثلك.
المسيحي: أشكر الله لأنه لايتغير، فهو يحبنى وسوف يظل يحبنى إلي الأبد. وهو يرعاني وسوف يظل يرعاني إلي الأبد. ولي في عدم تغيره أعظم الأمان.
الملحد: ولكنه لايستطيع أن يتغير. هه، إنه غير قادر علي كل شيء.
المسيحي: إنك لاتعرف الله، لهذا لاتستطيع أن تدرك. ومع ذلك فالله إستطاع أن يموت رغم أنه الحي دائماً
الملحد: ها قد رجعت لأفكارك المجنونة الغير مفهومة.
المسيحي: ليست أفكار مجنونة وإن كنت أنت لاتفهمها. هل كل ما لاتفهمه هو جنون؟ هل صرت أنت مقياس العقل الاوحد؟
الملحد: ما لا أفهمه هو الجنون فعلاً.
المسيحي: إشرح لي إذن الخريطة الجينية للإنسان، وإختلافها عن كل من القرد والفيل. وإشرح لي أيضاً التمثيل الضوئي عند النبات والإختلاف الذري بين النظائر المشعة للعنصر الواحد.
الملحد: هذه اشياء يحتاج شرحها للعلماء المتخصصون
المسيحي: ولكن ألاتفهمها انت
الملحد: بالطبع لا ولكن هناك من يفهمها
المسيحي: إذن فهي جنون مادمت لاتفهمها
الملحد: حسنا، حسنا، فهمت وجهة نظرك ولكني أثق في أني أستطيع أن أفهم الكون ومصدر الحياة. هذه اشياء ليست محتاجة للعلم الغزير.
المسيحي: هذا أمر ليس مؤكد. علي أي حال، لقد إستطاع الله أن يذوق الموت رغم أنه الحي الذي لايموت
الملحد: مش شايف إنه كلامك متناقض
المسيحي: أبداً، لقد خلق الله الإنسان، ووضعه في الجنة، وكان الشرط الوحيد لكي يستمر الإنسان في الحياة ويتجنب الموت هو ألا ينفصل عن الله لأنه هو مصدر حياته. قل لي يا أستاذ ملحد، أنت تقول أن الحياة حدثت بالصدفة، قل لي لماذا يحدث الموت؟
الملحد: بسبب التداعي المستمر في صحة الإنسان وبسبب أشياء اخري
المسيحي: لماذا لم يتطور الإنسان لكي ينفي عن نفسه صفة الموت. إن كان تطور حتي وصل إلي ما وصل إليه؟ لماذا تزداد اسباب الموت وتقل الأعمار حتي الآن؟ وذلك بالرغم من التطور الطبي الرهيب.
الملحد: لا أعلم بالتحديد. هناك أسباب كثيرة
المسيحي: الإنسان يموت لانه انفصل عن الله، إنفصل عن مصدر حياته. فلو كانت الحياة قوية حتي إنها إستحدثت نفسها بنفسها للوجود، لكانت تحافظ أيضاً علي نفسها ولاتتعرض للموت، ألا تري أن إحضار الإنسان لوضع الحياة من العدم أصعب ملايين المرات من حفظه من الموت بعدما أصبح حياً. أليس منح حياة من العدم أصعب ملايين المرات من الحفاظ علي الحياة
الملحد: لا أدري
المسيحي: ليكن، إنفصل الإنسان عن مصدر حياته، أي الله، لأن الإنسان وقع في الخطية التي لاتتناسب مع صفات الله ولاتتوافق معه. وبدخول الخطية للإنسان وتلوث كيانه بها وتلوث العالم بها، صار الموت إلي جميع الناس. لأن الله هو الحياة. وعدم التواصل معه هو الموت.
الملحد: من أدراني بما تقول. لماذا انت متأكد مما تقول. ماهو دليلك العلمي
المسيحي: أنت لاتستطيع التأكد من أن لديك معدة او إمعاء دقيقة أو غليظة لكنك تأكل. هل رأيت هذه الأعضاء بعينيك؟ بل من قبل وجود العلم والطب الإنسان يأكل ويتنفس بدون ان يعلم أن هناك رئة وجهاز تنفسي ومعدة وجهاز هضمي. فعدم العلم لاينفي الإحتياج. هل لم يدرك الإنسان انه جائع إلا لما إكتشف بواسطة الطب أن هنا معدة، هل لم يدرك الإنسان إحتياجه للهواء إلا لما إكتشف العلم الحديث الرئتين والتمثيل الغذائي وإحتياج الجسم للأوكسجين.
المهم دخل الموت للعالم وللإنسان وصار الإنسان واقعاً تحت حكم بالموت من الله القاضي العادل لأنه أيضاً كسر أوامر الله. فالإنسان تحت حكم بالموت، والإنسان دخل إليه الموت بالإنفصال عن الله. أما الله فيحب الإنسان ولايريد له أن يموت. هل يستطيع الله ان ينقذه
الملحد: سأماشيك في قصتك الوهمية، نعم يستطيع، فليعفو عنه ويعطيه حياة، هه هه
المسيحي: ولكن لو عفا عنه لصار الله قاض غير عادل ولفقد صفة من صفاته وهي العدل. فالله عادل ولن يتغير ويصير غير عادل. وإن سمح للإنسان بأن يعود متصلاً به ومستمداً حياته منه يكون الله قد تخلي عن صفة القداسة إذ كيف يسمح لإنسان غير مقدس وملوث بالخطية بالتواصل معه. صفات الله وعدم تغيره يمنعان الله من ان يعفو عن الإنسان ويعطيه حياة مرة أخري.
الملحد: ها قد رجعنا لموضوع الصخرة، فالهك لايستطيع أن يعفو عن الإنسان لأنه لايستطيع التغير. ها ها ها. إنه إله عاجز، تمنعه صفاته من أن ينفذ مايريد. دعه إذن يحكم عليه بالموت ويبيده من الوجود فالإنسان يستحق هذا. هه هه
المسيحي: ولكن لو حكم عليه بالموت والهلاك، وهو فعلاً يستحق، يكون الله فقد صفة أخري من صفاته وهي المحبة. فالله أحب الإنسان وإن تركه للموت والهلاك يكون الله لم يستطع أن يحب الإنسان.
الملحد: أرأيت، إن إلهك في معضلة مثلنا مثله. معضلة ليس لها حل. فهو واقع في "حيص بيص" ها ها ها. كم أنكم محدودي العقل يا أيها المؤمنين. تؤمنون بإله عاجز
المسيحي: ولكنه لم يعجز يا أستاذ ملحد. بل لقد إستطاع أن ينفذ حكمه العادل بالموت علي الإنسان وأن يعفو عنه ويعطيه حياة أيضاً
الملحد: اساطيركم لذيذة، كوميدية، قصها علي، لقد إقترب موعد نومي، وأريد "حكايات ماقبل النوم"
المسيحي: ليست أساطير يا أستاذي العزيز. بل هي الحق الإلهي، وليست كلمات الهذيان والنوم بل كلمات الصحو
الملحد: لاتغضب هكذا، لاتبكي من فضلك.... هه هه هه
المسيحي: لم أبكي وإن بكيت سيكون بكائي علي نفسك التي لاتريد القبول لمعرفة الحق
الملحد: كمل يا أستاذ مؤمن، ومنكم نستفيد هه هه هه
المسيحي: كان لابد للإنسان أن يموت فقرر الله أن يموت بدلاً منه.
الملحد: سأتاماشي معك، ولكنه لايموت لأنه الله، فهو لايستطيع أن يموت وإلا سوف يتغير. هه هه هه
المسيحي: أتفق معك تمام الإتفاق، لهذا فقد قرر أن يتخذ جسد إنسان قابل للموت ويموت بواسطته.
الملحد: ماذا، ماهذا، اسمعنى أسمعنى.هه هه هه هه
المسيحي: الله ظهر في الجسد. كما يستطيع الملك ان يتنكر في صورة العامة، فالله ظهر في جسد إنسان. تذكر أنه يستطيع كل شيء. فهو لم يتوقف عن كونه الله القادر علي كل شيئ، الله الذي لايموت، صار في نفس الوقت إنساناً وإلهاً. في شخص ربنا يسوع المسيح.
الملحد: إنسان وإله.... إله وإنسان.... هل إستخدمت مقياس للحرارة اليوم، يبدو أن حرارتك مرتفعه.
المسيحي: قل كيفما شئت، ولكن الصخرة العظيمة التي ذكرتها هي الموت، الله لايستطيع أن يموت. فماذا إن أراد أن يموت بدلاً من الإنسان. هل عجز عن أن يفعل هذا. لا بل لقد إتخذ جسد إنسان وعاش علي الأرض كأروع إنسان، كالله المتجسد في صورة إنسان، ثم ذهب للصليب وذاق هناك الموت بدلاً من كل واحد
الملحد: ومن كان يحمل الكون ويتحكم فيه كما تقولون عندما مات الله؟ ألا تفكرون أبداً؟
المسيحي: بل أنت الذي تفكيرك محدوداً يا أستاذ ملحد. من قال لك أن الله تلاشي لما مات الرب يسوع المسيح؟ إن الموت هو إنفصال روح الإنسان عن جسده. فنحن نري الجزء الذي نراه من الموت وهو توقف الجسد عن الحياة. أما الله فهو لم يتوقف عن الحياة. فقد إختبر الموت كإنسان لكنه في نفس الوقت هو الله، الروح الأزلي الذي لايموت رغم موت الجسد الذي كان يحيا فيه. ثم أنه أيضاً قام مرة أخري من الأموات.
الملحد: أساطيركم تبدو محبوكة، أسمعني باقي القصة.
المسيحي: هنا نري أن الله عندما أراد حتي أن يختبر الموت بدلاً من الإنسان إستطاع ان يفعل هذا رغم أنه الله الذي لايموت.
الملحد: وماذا في ذلك؟ هل تريدني أن أؤمن هيهات
المسيحي: أن تؤمن أولا تؤمن هذا قرارك أنت، وأنت مسئول عنه. ولكن دعنى أؤكد لك أنه لما كان الموت ليس من صفات الله بل ومناف لصفاته فالله ظهر في الجسد وحل بيننا وذاق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد. فحتي صخرة عظيمة كتعارض الموت مع طبيعة الله إستطاع الله أن يحملها. وإن آمنت بهذا الموت الذي ماته الرب يسوع المسيح، الله الظاهر في الجسد، تأخذ حياة أبدية مرة أخري. وتحصل علي العفو والغفران
الملحد: عفوا وغفراناً، أنا لا أحتاج عفواً ولاغفراناً
المسيحي: كما تريد، ولكن دعنى أكمل لك. فأنا بهذا أغسل يدي من دماك، فأنت وحدك تتحمل نتيجة قرارك. إن عفا الله عنك يكون قد تغير في عدله وهو لايتغير، وإن حكم عليك بالموت يكون لم يستطيع أن يحبك، ولكنه قادر علي كل شيء. فإختار أن يدفع ثمن خطيتك بدلاً منك، وأن يموت بدلاً منك فهو قادر علي كل شيء. والله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان بالتوبة متغاضياً عن أزمنة الجهل.
الملحد: ألم يقولوا لك أبداً أن هذه الطريقة في النقاش لاتنفع مع الملحدين. لقد سمعتهم دائماً يقولون ان الملحد لابد أن تملأ عقله وتقنعه عقلياً. لماذا لاتتبع نصائحهم وتناقشني عقليا
المسيحي: لم أعرض عليك ما يتعارض مع العقل بل إن الإيمان المسيحي لايتعارض مع العقل بل هو "عين العقل". وأنا أقول لك مرة أخري، أنا برئ من دمك إن ذهبت للجحيم.
الملحد: جحيم جحيم، لامشكلة، المهم أني سأكون بعيداً عنك وعن إلهك.
المسيحي: أنت تحيا في جحيم منذ الآن، وإن ذهبت هناك، لن تجد سوي البكاء وصرير الأسنان. ولن يجدي هناك ندم. ولن يكون هناك فرصة أخري. إغتنم الفرصة الآن.
الملحد: شكراً فأنا لدي موعدي هام، إلي اللقاء
المسيحي: إلي اللقاء

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers