جهاد بلا يأس

قيل عن شاب كان يسكن بمفرده ويجاهد من أجل الطهارة أنه من شدة القتال يسقط مراراً كثيرة .
فاستمر يجاهد بصبر . وكان يكمل قانون عبادته بحرص ويقول في صلاته :
"يارب أنت ترى بؤس حالى ، وشدة حزنى فأنتشلنى يارب ، لأنى مثل الطين أميل للخطية ، ولكن أنت الإله الجبار اجعلنى أكف عن هذه النجاسة .
لأنك إن كنت ترحم القديسين فقط فليس هذا بعجيب ،وإن كنت تخلص الأطهار فقط فما الحاجة ، لأن أولئك مستحقون .. ولكن ارحمنى أنا غير المستحق يا سيدي ، لأنى إليك أسلمت نفسي "..
وكان يكرر هذه الطلبات كل يوم سواء أخطأ أو لم يخطيء فلما كان ذات يوم وهو مستمر في هذه الصلاة أن الشيطان ضجر من حسن رجائه ، فظهر له وجهاً لوجه وهو يرتل بمزاميره وقال له :" أما تخزى أن تقف بين يدي الله وأنت بهذه الحالة ، وتنطق اسمه بفمك النجس ؟!"
فقال له الشاب :" ألست أنت تضرب مرزبة .. فأنا اضرب مرزبة..! أنت توقعنى في
الخطية وأنا أطلب من الله الرحوم أن يتحنن علىَّ .. فسوف استمرعلى هذا الصراع حتى يدركني الموت ، ولن أقطع رجائي بإلهي ، وسننظر من الذي يغلب ، أنت أم رحمة الله ..!!
فلما سمع الشيطان كلامه قال :" من الآن لا اعود إلي قتالك لئلا تأخذ بسببي أكاليل نتيجة جهادك ورجائك في إلهك ".
وتنحى الشيطان منذ ذلك اليوم ..!
حقاً قال القديس ماراسحق السريانى :
أليق لنا أن نموت في الجهاد من أن نحيا في السقوط