إذ كان مجدي عائدًا إلى منزله في ساعة متأخرة بالليل، انزلقت قدمه فسقط على الأرض . انكسر ذراعه الأيسر، وجاءت الإسعاف وحملته إلى المستشفى .في الصباح بالكاد استطاع أن يحلق ذقنه، بعد أن أصيب بجراحات خفيفة في وجهه .بالليل إذ كان متألمًا لم يستطيع أن ينام .لقد تخيَّل الحوار التالي .قال ذراعه الأيمن لذراعه الأيسر : " إننا لا نفتقدك أيها الذراع الأيسر، فإن كل الأعضاء مسرورة أن الكسر قد لحق بكِ وليس بي، فبدوني يعجز الجسد كله عن أداء مهمته، أما أنت فلست هامًا بالنسبة لهم ".أجاب الذراع الأيسر في اتضاع :" أنا أعلم أنك هام جدًا، وأنت أعظم مني !"علق الذراع الأيمن :" حقًا أعظم منك، فبدوني لا يستطيع صاحبي أن يكتب خطابًا ".قال الذراع الأيسر :" ولكن من الذي يمسك بالورقة حين يكتب الخطاب؟ "قال الذراع الأيمن :" يستخدمني صاحبي عندما يحتاج أن يطرق شيئًا بمطرقة ".علق الأيسر :" ومن يمسك له المسمار؟ "قال الأيمن :" من يحرك الفأرة عندما يريد النجار أن يجعل قطعة خشبية ملساء؟ "علق الأيسر :" ومن الذي يمسك له الخشبة لتثبيتها؟ "قال الذراع الأيمن : " عندما يسير صاحبي في الطريق ، مَنْ منا يمسك قبعته ليحيِّ بها أصدقاءه وجيرانه؟ "علق الأيسر :" ولكي يمسك بالقبعة، من يحمل له حقيبته الصغيرة؟ "أخيرًا قال الذراع الأيسر للأيمن :" عندما انكسرت اليوم، ألم يجد صاحبي صعوبة في حلاقة ذقنه، بالرغم من حرصه الشديد، إذ كان يمسك بك "أدوات الحلاقة "، لكنه لم يجدني اسنده بتهيئة جلد وجهه أثناء الحلاقة؟ !بدوني لم يستطع أن يمارس الكثير من أعماله ...إنه محتاج إليك كما هو محتاج إَّلي ...هلم نعمل معًا، وإن كان لكل منا دوره !
"هب لي يا رب ألا أحتقر عمل أخي، .بل أعمل معه لحساب ملكوتك !أعتز به وبمواهبه !! بدونه لا قيمة لي .بدونه لا اختبر اتحادي معك !ضُمنا جميعًا فيك يا رأس الجميع !
هناك تعليق واحد:
يعجبني انتهاء القصة بدعاء :)
قصة جيدة
إرسال تعليق