بحث مخصص

2008-02-15

الترنيمة


لم تكن نادية تذهـب للكنيسة مع أسرتها كل يوم أحد إلا وتخرج متبرمة من طول القداس وكثرة الصلوات والصيامات والوعظ الروتيني . وفي يوم دعاها أخوها لحضور إحدى النهضات ، فذهبت لأنها سمعت عن هذا الواعـظ كثيرا ، وهناك تأثرت جدا بكلامه عن العودة لحضن الآب ، قررت نادية بحماس شديد تغـيير حياتها وبدأت تصلي كل الصلوات وتصوم حتى الساعة الثالثة وتحضر قداسات الصيام الكبير المتأخرة وتركت ملابسها الغير محتشمة ورفضت دعوة الشلة المستـهترة للخروج معهم . ولكن هل من السهل أن يهدأ عدو الخـير وهو يرى فريسته تضيع من يده ؟ فقد قامت الدنيا ولم تقعد.
فهذه ( سوسو ) تتصل بها لتخبرها إن الفــيلم في السينما كان رائعا وهذه ( لولو ) تحدثها لكي تنصحها كأختها الكبرى إن التـطرف وحش وإن الشلة تسخر منها ، وماما تحتج على رفضها وضــع الماكياج والصوم للساعة الثالثة. ومرت الأيام وبدأت تتكاسل في صلواتها وتـترك الاجتماعات وبدأ الشيطان يذكرها بالشلة القديمة وكـيف لم تعد تسأل عنها بعد أن كانت أشهر من نار على علم. وفي يوم اتصلت بها ( توتو ) صديقتها الأنـتيم وقالـت لها : أنت وحشتينا جدا ولازم نشوفك والنهارده عيد ميلادي وعاملين party( حفلة ) ونحن جميعا في انتظارك.رنت كلماتها في أذنيها وأخرجـت فسـتان من فساتين زمان ووضعـت الماكيـاج الصـارخ وذهبـت واستقبـلتها الشلة بالترحيب الحار والتصفيق ودعوها للرقص على أنغام الموسيقى ورجعت البيت متأخرة.ولم يكتف عدو الخير بإعادتها إلي حظيـرته ، بل جعـلها لا تطيق أن تذهب للكنيسة أو تسمع وعظة أو ترنـيمة إذ كان هذا يسبـب لها تأنيب ضمير وتعترف إنها كانت تشعر بمرارة عميقة جدا في داخلها تخفيها وراء مظهر الضحك والتهريج. حاول أخوها أن يحدثها عن المسيح ثانية فرفضت واتهمته بالتخلف فهي تريد أن تعيش حياتها ، لكنه لم ييأس وظل يصلي ويبكي لأجلها وهو متأكد أنها تتظاهر بالسعادة ، لأنه كيف لنفس ذاقت حلاوة المسيح أن تعيش بعيدا عنه ثانية. تقول نادية : إنني كنت أرفض بشدة كلام أخي ، لكنني في أعماقي كنت أحسده على سعادته وهو يرنم في أحرج المواقف التي كان يمر بها مثل مرضه الخطير. وفي يوم قررت الاستجابة له حتى لا أكسر بخاطره وهو مريض وذهبت وأنا مصممة على رفض أي دعوة للتوبة ودخلت للكنيسة وسمعت صوت الترنيمة التي كنت أحبها:
صوته الحلو ناداني ناداني لا تطيل الضلال أسـرع يا بني وتعال لي تعال
وكان الجميع يرنمون بحرارة وحب وتذكرت كيف كنت بينهم وكم كانت حياتي سعيدة ، لماذا لا أعود ؟ لماذا ؟ هل أنا سعيدة الآن ؟ ليقل أصدقائي ما يقولون و ...... وانهارت قواي ودخلت المقصورة وأمام أيقونة العذراء ظللت أبكي وأتوسل إليها أن تساعدني للعودة وشعرت كأن حضن الآب انفتح لي مرة ثانية ، كلا إنه ينتظرني كل لحظة وبحثت عن أبونا واعترفت بتوبة وندم وبرغم الدموع التي كنت أذرفها فقد خرجت وكأني أعيش في السماء .....
عندي عليك انك تركت محبتك الاولى ، فاذكر من اين سقطت وتب ( رؤ 2 : 4-5 )

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers