بحث مخصص

2008-02-13

الكلمة الطيبة


إذ كان القديس مقاريوس ذاهبًا من الإسقيط إلى جبل نتريا طلب من تلميذه أن يتقدمه . في الطريق التقى بكاهنٍ وثني يحمل بعض الحطب في الظهيرة حيث كان الحرّ شديدًا، وكان يركض بسرعة .حزن التلميذ على الكاهن الذي يبذل كل جهده هباءً، فقال له :" يا خادم الشيطان؛ إلى أين أنت تجري؟ "اغتاظ الكاهن فألقي بالحطب على الأرض، وصار يضرب الراهب بكل قوته حتى تركه بين حيّ وميت . ثم حمل الحطب وسار في طريقه .التقى في الطريق بالقديس مقاريوس، فتأثر بالكاهن الذي كان يحمل حطبًا ثقيلاً ويركض في الحر الشديد، فقال له :" لتصحبك المعونة يا رجل النشاط !"تأثر الكاهن بكلمات القديس الرقيقة الصادرة على قلبٍ محبٍ ووجهٍ باشٍ، فأقبل إليه وهو يقول : " أي شيء صالح رأيته فيّ حتى حيتني هكذا؟ "أجابه القديس :أراك تكد وتتعب، وإن كنت لا تدري لماذا ".إذ شعر الكاهن الوثني بملامح القديس المملوءة لطفًا ورقة نحوه، ألقى بالحطب على الأرض وقال للقديس :" لقد تأثرت بتحيتك، وعرفت أنك تنتمي إلى الإله العظيم، ولكن التقي بي راهب شرير لعنني فضربته ضرب الموت ".عرف القديس أنه يتحدث عن تلميذه ...بكلمات المحبة انجذب الوثني إلى السيد المسيح واشتهي أن يكرس حياته للعبادة ويصير راهبًا، قائلاً له :" لن أدعك تمضي حتى تجعلني راهبًا ".غيَّر الوثني اتجاه سيره، وسار مع القديس حتى التقيا بالأخ المطروح أرضًا، فحملاه إلى الكنيسة جبل نتريا .اهتم الرهبان بالأخ المُصاب، لكنهم تعجبوا كيف اهتدى الكاهن إلى الإ يمان واشتهى الرهبنة في جلسة واحدة مع أبيهم الروحي .كان القديس يقول لهم :" إن الكلمات الشريرة المملوءة كبرياء تحول الأخيار إلى أشرارٍ، ولكن الكلام الطيب المتواضع فيحول الأشرار إلى أبرارٍ ".

لتسكن فيّ أيها البار الوديع، فأحمل سمات الوداعة، ولا تخرج من شفتي كلمة جارحة ! لأشهد لإنجيلك وسكناك فيَّ، يا من لا تصيح ولا يسمع أحد صوتك !يا محب الخطاة والمترفق بالجميع !أنت عذب في حديثك معي،هب لي العذوبة في حديثي مع اخوتي .لكن من أين لي أن أقدم هذه العذوبة،ما لم أتحد بك يا أيها الحب الحق؟ !

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers